الجرح الدامي
الإدارة
 عدد الرسائل : 1037
رقم العضوية: : 3
الأوسمة : 
نقاط العضو :
تاريخ التسجيل : 28/01/2008
 |  موضوع: منطق المدعين  الخميس مايو 01, 2008 10:37 am | |
| يُحكى: أن هناك شخصا يدَّعي أن خراء (براز) الإنسان فيه شفاء للناس!!
فقيل له :وما دليلك؟
قال:لأن عسل النحلة فيه شفاء لكثير من الناس !
فقيل له: وما علاقة هذا بذاك؟!!
قال :الإنسان أشرف المخلوقات وهو خليفة الله اسجد له الملائكة فهو أكرم عند الله من النحلة !!
الأمثال تُضرب ولا تُقاس
ولكن
هذا المنطق الأعوج الذي نستغربه ونضحك منه هو نفس منهج أصحاب الولاية التكوينية المعوج0
يقول لك أدعياء الخالقية والرازقية
الله تبارك وتعالى قد وكَّل ملك الأموات عزرائيل قبض الأرواح {قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ } رغم انه سبحانه {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا }
و وكَّل إسرافيل بالإحياء،
ووهب نبيه عيسى ع إحياء الموتى {وَإذ تَخلُقُ منَ الطِّين كَهَيئَة الطَّير بإذني فَتَنفُخُ فيهَا فَتَكُونُ طَيراً بإذني وَتُبرئُ الأكمَهَ وَالأبرَصَ بإذني ، وإذ تخرج الموتى بإذني }
ووهب نبيه سليمان الريح والجن {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ } {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ }
وأعطى عفريتا من الجن سلطنة {قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ}
وأعطى وزير سليمان بن داود آصف بن برخيا
{قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ }
ووهب داود التحكم في الجبال والطير والحديد {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ}
وأقاد البحر لأمر موسى {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} {وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً }
و وكَّل الملائكة بالتدبير {فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا}
بل وكَّل الإنسان الحركة والسكون والفعل واللافعل
إذن قد وكَّل الله تعالى الأئمة الخلق والرزق وأعطاهم السلطنة والولاية التكوينية فهم أفضل من الأنبياء!!
هذا كمن يدعي أن في الماء رصاص!
فنسأله: وما الدليل إن في الماء رصاص ؟
فيقول :لأن في البنزين رصاص ,والماء أهم وأكثر ضرورة من البنزين !!
!!هذا منطق الخبازين !!مع احترامي لكل الخبازين
.
ملاك الأمر هنا (البينة)و(الإثبات)لا (القياس)و(الظن)و(التعويل)
هذه عقائد لا تثبت إلا بدليل عيني قطعي الثبوت قطعي الدلالة, لا أن نبني على أقيسة فاسدة وتأويلات عاطفية,وتفسيرات رغبوية0
بل أن المسَّلم به في الحوزات أن المسائل العقدية لا تثبت بصحة الروايات فحسب إنما بالتواتر أو العقل0
ثم ليس كل ما هو ثابت للمفضول ثابت للفاضل
فما ذُكر للملائكة وعيسى وسليمان وداؤد الخ دَلَّ الشرع عليه,فنحن نؤمن به ونسلم به ولا نقول إلا {آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا }
ولكن أين الدليل القطعي المتواتر بخصوص الإمام؟
منطقهم المعوج الثاني:عندما تقول لهم إن الأئمة عليهم السلام قد لعنوا المفوضة
فهذا الإمام الرضا (ع) يقول في الغلاة الذين نسبوا الخلق والرزق للأئمة عليهم السلام: ( من زعم أن إلينا الخلق و علينا الرزق فنحن إليك منه براء كبراءة عيسى بن مريم من النصارى , اللهم إنا لم ندعهم إلى ما يزعمون , فلا تؤاخذنا بما يقولون و اغفر لنا ما يزعمون , رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا , انك أن تذرهم يضلوا عبادك و لا يلدوا إلا فاجرا كفارا "[الاعتقادات في دين الإمامية -الشيخ الصدوق -ص 74]
وهذا الإمام الصادق عليه السلام قال: (من أحب الغلاة فقد ابغضنا ومن ابغضهم فقد أحبنا ، الغلاة كفار و المفوضة مشركون)
وعشرات الأحاديث الصحيحة الواردة عن أئمة الهدى عليهم السلام0
سيرددون عليك اسطوانة مشروخة:
نحن لا نقول ما يقوله المفوضة ,
فالمفوضة يقولون هذه الولاية في خط عرضي مع الله
ونحن نقولها في طول الله في الترتيب,
فالمفوضة يقولون إن الأئمة يخلقون ويرزقون على نحو (الاستقلال) والذاتية من دون استمداد من الله تعالى,
أما نحن لا نقول على نحو الاستقلال والأصالة!إنما على نحو المظهرية والتبعية لا على نحو سلسلة العلل العرضية
إن الله قد أعطاهم القدرة على الخلق فقدرتهم ليست ذاتية غير متناهية إنما عرضية اكتسابية متناهية0 مع قدرته تعالى على أن يسلب منهم تلك القدرة ,فالله هو الواهب والمعطي يعطي من يشاء بغير حساب {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ } {لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ} {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} {كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا}
أقول :وهذا تلاعب آخر
لاحظ كلمة (المُفَوِضِة)
لماذا سُمّوا بـالمفوضة؟
لأنهم يرون التفويض
تفويض مَن لمَن؟
تفويض الله للأئمة
أي نفس اعتقاد هؤلاء الغلاة الجدد
إنما يحاولون أن يجدوا لهم أنفاقا بتأويلات التفافية
نعم من غير قصد ,ونعم بنية طيبة حسنة,ولكن هذا لا يعني السكوت عنه0
ثم نسألهم بالله
ما الدليل على أن المفوض يرون بالاستقلال والأصالة والذاتوية؟!!
أريد دليلا واحدا على اعتقاد هؤلاء بنحو الأصالة؟
المنطق الثالث المعوج:يقولون إنهم يخلقون بــ (إذن الله تعالى)
وهذه تذكرني بالوهابية حينما يُحتج عليهم بقولهم بوصف التجسيم يقولون (وصف يليق بجلاله00يد تليق بجلاله00وساق يليق بجلاله00وجه يليق بجلاه 00وهرولة تليق بجلاله00وسبعون ذراع يليق بجلاله)!!
أقول نعم قال الله تعالى { وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ }
ولكن نحن نسأل :أين إذن الله للأئمة بالخلق والرزق؟!!
السؤال :من أين جاء هذا الاعتقاد؟هذا الاعتقاد أصله من اليهود الذين قالوا بمغلولية يد الله {يَدُ اللّه مَغلُولَة غُلَّتْ أيديهم وَلُعنُوا بمَا قَالُوا بَل يَدَاهُ مَبسُوطَتان} بأن الله قد فوض أمر الخلق إلى الخلق من أوليائه كعزير وجلس الله يوم السبت( يوم الراحة ) مرتاحا عن كونه وتشريعه!!
والرسول(ص)أخبر (لتتبعن سنن من كان قبلكم ، شبرا بشبر وذراعا بذراع ، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم )
وبالفعل انتقل هذا الاعتقاد إلى بعض الغلاة وقد حاربه الأئمة عليهم السلام فقضوا عليه
وفي القرون التي تعقب غيبة الإمام المهدي عليه السلام لم يكن موجودا
ولم يتكلم عنه علماؤنا الأعلام الفطاحل الأوائل في كتبهم الاعتقادية كالمفيد والشهيدين والطوسي والسيد المرتضى ووو
إنما أحيوه بعض الغلاة كالبابية والبهائية والشيخية والأخبارية ثم تبعهم مع الأسف بعض أصحاب الحكمة المتعالية والفلسفة الإشراقية والمسلك العرفاني القمية المتأخرة (بعكس المتقدمة كانت تعده وتعد حتى السهو و الشهادة الثالثة في الأذان غلوا)وبالخصوص العلامة النائيني والسيد الإمام عليهما الرحمة0
إلا أن كثير من العلماء الفطاحل والمحققين الواعين وقفوا لهم بالمرصاد المبين كالشهب الثاقب كالسيد الخوئي والشيخ جواد الآملي والسيد الطباطبائي والسيد مكارم الشيرازي والسيد كاظم الحائري والشيخ محمد تقي فلسفي والسيد عبدالله شبر والمحقق السبحاني والمحقق السيد مرتضى العسكري وغيرهم 0وقد تصدى للمتقدمين العلامة المجلسي صاحب البحار وغيره0   | |
|
